إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ
... قَالَ :
قَالَ «الرِّضَا (ع)» :
إِنَّ «الْمُحَرَّمَ» شَهْرٌ
كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ
فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا
وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا
وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا
وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا
وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا
وَ لَمْ تُرْعَ لِـ«رَسُولِ اللهِ» حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا
إِنَّ «يَوْمَ الْحُسَيْنِ»
أَقْرَحَ جُفُونَنَا
وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا
وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا
بِـ«أَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ»
أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ
فَعَلَى مِثْلِ «الْحُسَيْنِ»
فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ
فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ
يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ
ثُمَّ قَالَ (ع) :
كَانَ «أَبِي»
إِذَا دَخَلَ «شَهْرُ الْمُحَرَّمِ»
لَا يُرَى ضَاحِكاً
وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ
حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ
فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ
كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ
يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ
وَ يَقُولُ :
هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ «الْحُسَيْنُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ».
***
الأمالي للصّدوق علیه الرّحمة (م 381 ه.ق) ص 128