...عَنْ «كَافُورٍ الْخَادِم» ...
كَانَ فِي الْمَوْضِعِ مُجَاوِرِ الْإِمَامِ الهادي (ع)
مِنْ أَهْلِ الصَّنَائِعِ صُنُوفٌ مِنَ النَّاسِ
وَ كَانَ الْمَوْضِعُ كَالْقَرْيَةِ
وَ كَانَ « يُونُسُ النَّقَّاشُ »
يَغْشَى سَيِّدَنَا الْإِمَامَ (ع) وَ يَخْدُمُهُ
فَجَاءَهُ يَوْماً يَرْعُدُ فَقَالَ :
يَا سَيِّدِي أُوصِيكَ بِأَهْلِي خَيْراً
قَالَ (ع) :
وَ مَا الْخَبَرُ ؟
قَالَ :
عَزَمْتُ عَلَى الرَّحِيلِ
قَالَ (ع) :
وَ لِمَ يَا يُونُسُ ؟ - وَ هُوَ (ع) مُتَبَسِّمٌ -
قَالَ :
قَالَ : «مُوسَى بْنُ بغا» وَجَّهَ إِلَيَّ بِفَصٍّ لَيْسَ لَهُ قِيمَةٌ
أَقْبَلْتُ أَنْ أَنْقُشَهُ
فَكَسَرْتُهُ بِاثْنَيْنِ
وَ مَوْعِدُهُ غَداً
وَ هُوَ مُوسَى بْنُ بغا
إِمَّا أَلْفُ سَوْطٍ أَوِ الْقَتْلُ
قَالَ (ع) :
امْضِ إِلَى مَنْزِلِكَ إِلَى غَدٍ فَمَا يَكُونُ إِلَّا خَيْراً
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، وَافَى بُكْرَةً يَرْعُدُ، فَقَالَ :
قَدْ جَاءَ الرَّسُولُ
يَلْتَمِسُ الْفَصَّ
قَالَ (ع) :
امْضِ إِلَيْهِ، فَمَا تَرَى إِلَّا خَيْراً
قَالَ : وَ مَا أَقُولُ لَهُ يَا سَيِّدِي ؟
قَالَ (ع) :
فَتَبَسَّمَ، وَ قَالَ (ع) : امْضِ إِلَيْهِ،
وَ اسْمَعْ مَا يُخْبِرُكَ بِهِ،
فَلَنْ يَكُونَ إِلَّا خَيْراً
قَالَ :
فَمَضَى وَ عَادَ يَضْحَكُ قَالَ :
قَالَ لِي يَا سَيِّدِي : الْجَوَارِي اخْتَصَمْنَ
فَيُمْكِنُكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَصَّيْنِ
حَتَّى نُغْنِيَكَ
فَقَالَ سَيِّدُنَا الْإِمَامُ (ع) :
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ جَعَلْتَنَا مِمَّنْ يَحْمَدُكَ حَقّاً.
فَأَيْشٍ قُلْتَ لَهُ ؟
قَالَ :
قُلْتُ لَهُ : أَمْهِلْنِي حَتَّى أَتَأَمَّلَ أَمْرَهُ كَيْفَ أَعْمَلُهُ
فَقَالَ (ع) : أَصَبْتَ
**********
در کتاب «الأمالي»
أثر شیخ طوسي (ره)
متوفّی در قرن 5 ه.ق.
صفحۀ 288