وَ مِنْ شَجَاعَتِهِ (ع) أَنَّهُ
كَانَ بَيْنَ الْحُسَيْنِ (ع) وَ بَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ
مُنَازَعَةٌ فِي ضَيْعَةٍ
فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ (ع) عِمَامَةَ الْوَلِيدِ عَنْ رَأْسِهِ
وَ شَدَّهَا فِي عُنُقِهِ
وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ.
فَقَالَ مَرْوَانُ:
بِاللهِ
مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ جُرْأَةَ رَجُلٍ عَلَى أَمِيرِهِ.
فَقَالَ الْوَلِيدُ:
وَ اللهِ
مَا قُلْتَ هَذَا غَضَباً لِي
وَ لَكِنَّكَ حَسَدْتَنِي عَلَى حِلْمِي عَنْهُ
وَ إِنَّمَا كَانَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ.
فَقَالَ الْحُسَيْنُ:
الضَّيْعَةُ لَكَ يَا وَلِيدُ وَ قَامَ.
وَ قِيلَ لَهُ يَوْمَ الطَّفِّ:
انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ.
قَالَ:
لَا وَ اللهِ
لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ
وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ.
ثُمَّ نَادَى:
يَا عِبَادَ اللهِ
" إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ
مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ "
وَ قَالَ (ع):
مَوْتٌ فِي عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي ذُلٍّ
وَ أَنْشَأَ (ع) يَوْمَ قُتِلَ:
الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ
وَ الْعَارُ أَوْلَى مِنْ دُخُولِ النَّارِ
وَ اللهِ مَا هَذَا وَ هَذَا جَارِي
ابْنُ نُبَاتَة:
الْحُسَيْنُ الَّذِي رَأَى الْقَتْلَ فِي الْعِزِّ
حَيَاةً وَ الْعَيْشَ فِي الذُّلِّ قَتْلًا
***
المناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 68